يعتبر الفول المدمس هو أهم طبق على الفطور في الكثير من البلدان، وهو في الأصل من الأكلات الشعبية على مستوى العالم، حيث يؤكل في مصر والشام والسودان والسعودية، بل وأصبح يؤكل في الكثير من الدول الأخرى وأصبح من أهم الأكلات لجميع الفئات في معظم بلدان العالم.

أصبح الفول المدمس يباع بشكل معلب واستطاع الوصول إلى الكثير من الدول حول العالم، كما أستطاع الكثير من الأشخاص إدخاله في الكثير من الوصفات وتناوله في أي وجبة في الصباح أو في المساء للذين يتبعون الحمية الغذائية والنباتيين، ولكي تتعرف أكثر عن تاريخ زراعة الفول وأصله ومن أين أتى وكيف انتشر في دول العالم تابع معنا المقال للنهاية.

أصل كلمة فول

كلمة فول هي كلمة مصرية قديمة وهي نبات وجد في مصر قديما. كان القدماء المصريون قديما يستخدمون الفول كغذاء للحيوانات، كما كانوا يزرعوه ويذكرونه في البرديات وعلى جدران المعابد، حيث كانت زراعة الفول مفيدة للتربة وخاصة بعد زراعة القمح.
بعد احتلال الهكسوس لمصر، عانى المصريون القدماء من الفقر والجوع وأصبحوا يبحثون عن بدائل للأطعمة فاختاروا الفول.
نظرا لأن الفول يحتوي على البروتين، لذلك فهو بديل ممتاز للحوم والدواجن كما أنه يحتوي على الكثير من الفوائد للجسم ويمكن إضافة الكثير من الإضافات عليه.

أصل كلمة مدمس

تعود أصل كلمة مدمس إلى الطريقة التي يتم طبخ بها الفول، حيث تم طبخ الفول المدمس عن طريق دفنه في الوقود والرماد، وكلمة مدمس هي كلمة قبطية تعني المطمور أو المطبوخ تحت الأرض.
معني الفول المدمس في اللغة المصرية القديمة “الفول المدفون” وأصل الكلمة هي تمس وتم تحريفها باللغة العربية إلى دمس ثم إلى مدمس.
أما عن طريقة طبخ الفول المدمس قديما، فكان المصريين القدماء يضعون الفول في قدور فيها ماء ثم يتم وضع هذه القدور في رماد الفرن حتى يطهى جيدا ويكون مدمس.
كان عامة المصريين يأكلون الفول المدمس ولم يكن يناوله الكهنة وذلك يرجع لأن الكهنة يميلون إلى الزهد للتركيز والتعمق والدراسة في الدين.
هناك رواية أخرى لتدميس الفول والتي تعود على رجل يوناني يدعى “ديموس” والذي كان يمتلك حمامات شعبية وكانت هذه الحمامات متصلة بمستودع لحرق القمامة لتسخين المياه.
فكر “ديموس” لاستغلال هذه الحرارة الناتجة من الصهاريج لطهي الفول المدمس من خلال وضع الفول في قدور ثم طهيها ببطء في الصهاريج، وانتشر الأمر بين المصريين واطلق الفول المدمس نسبة للخواجة “ديموس”.

أصل قدرة الفول

قدرة الفول هي القدر الذي يطهى فيه الفول لأوقات طويلة على درجة حرارة منخفضة.
تطورت قدرة الفول واختلف صنعها من الفخار حتى أصبح بالإمكان طبخه في المنزل، وكانت تصنع قدرة الفول من الفخار قديما ولكن تطورت قدرة الفول وأصبحت تصنع من معدن النحاس.
حيث كان الفخار ثقيل جدا ويتفاعل مع الفول ويحدث مشاكل، وظلت تصنع قدرة الفول من النحاس لمدة 4 قرون، ثم بعد ذلك تطورت وأصبحت تصنع من معدن الألومينيوم والتي ما زالت تصنع حتى اليوم ومن معدن الاستانليس ستيل.
ومع انتشار قدور الطهي من معدن الاستانليس ستيل أصبح بالإمكان طهي الفول في المنزل بكل سهولة وفي ساعات معدودة.
كما أصبح سهل جدا شراء الفول معلب بدون أي مجهود من أي ماركت وتحضيره في دقائق معدودة.

تاريخ الفول المدمس

وجدت بذور الفول في أحد قبور الأسرة الثانية عشر، ويعد الفول من أهم البقول التي عرفها القدماء المصريين منذ عصر الأسرات الأولى.
عثر أيضا على بذور الفول في قبور بسقارة وكوم أوشيم من العصر اليوناني الروماني، وهذه البذور محفوظة في المتحف الزراعي بالدقي.
منذ مائتي عام وأكثر كان الفول يزرع في جرجا، أسيوط، المنيا، الفيوم وضواحيها، وكان يتم تصدير الفول لجزيرة العرب وبلاد البحر الأبيض المتوسط.
يقال أيضا أن منطقة آسيا الوسطى هي مركز النشوء الأصلي للفول.

الفول المدمس في البلاد المختلفة

يؤكل الفول في السودان أيضا ويطلق عليه “حبيب الشعب” ويتم عمل به الكثير من الوصفات ويتم إضافة إليه الكثير من الإضافات مثل الطماطم والبصل والبهارات.
يتم عمل بالفول المدمس وصفة تسمى “البوش” وهي عبارة عن فول عليه قطع من الخبز مثل الفتة، كما يتم إضافة اللبن الرائب إلى الفول المدمس في بعض الأحيان، ويمكن أن يؤكل الفول على طريقة التغميس في طبق مثل الطريقة المصرية.
يؤكل الفول المدمس أيضا في الشام على هيئة حبوب مطبوخة ولكن غير مهروسة، ويمكن إضافة الحمص أو الطماطم إلى الفول المدمس مع زيت الزيتون.
عرفت السعودية الفول المدمس عن طريق الحجاج المصريين وأصبح يطلق عليه الفول الحجازي، وتميز هذا الفول أيضا بطريقة طبخه المميزة والإضافات المميزة.
وحاليا أصبح الفول المدمس معروف في الكثير من البلاد في أوروبا وفي أمريكا وفي تركيا، كما أن الفول أصبح يزرع في تركيا ويصنع في تركيا على أعلى مستوى ويصدر إلى الكثير من دول العالم الذي أصبح الفول المدمس فيها وجبة غذائية مشهورة ومعروفة.

القيمة الغذائية للفول

يحتوي الفول المدمس على نسبة عالية من البروتين تصل إلى 28%، لذلك يمكن تناول الفول المدمس بديلا عن اللحوم حيث يعتبر طعام اقتصادي وبديل عن البروتين الحيواني.
يحتوي الفول المدمس على الكربوهيدرات بنسبة 58%، بالإضافة إلى الكثير من الفيتامينات منها فيتامين ب وبعض الأملاح المعدنية مثل الفسفور والحديد والنحاس والبوتاسيوم والكالسيوم والمنغنيز.
تحتوي كل حصة من الفول المدمس على 418 سعرة حرارية و 22 جرام من الدهون و15 جرام من البروتين، كما أن الفول يحتوي على الألياف الغذائية التي تساعد على الشعور بالشبع، كما أن الدهون الموجودة في الفول هي دهون غير مشبعة.

فوائد الفول المدمس

• يحافظ الفول على مستوى السكر في الدم وهو مفيد جدا لمرضى السكري ويساعد على الشعور بالشبع لفترات طويلة.
• يساعد الفول المدمس على مقاومة التوتر والإجهاد الذي يصيب الجسم.
• الفول المدمس مفيد للقلب حيث يساعد على زيادة الكوليسترول الجيد في الدم.
• يحتوي الفول على العناصر الغذائية الهامة لزيادة المناعة في الجسم.
• يساعد الفول المدمس في الحفاظ على سلامة الجهاز الهضمي وعلى مقاومة الإمساك.
• يعمل الفول المدمس على خفض الدم لدى النساء في مرحلة سن اليأس.
• يساعد الفول المدمس على الوقاية من مرض السرطان في الفم والأمعاء والثدي.
• الفول المدمس مهم للمرأة الحامل، فهو يمد الطفل بحمض الفوليك اللازم لنمو الطفل.
• يساعد الفول المدمس على تحسين وظائف الدماغ.
• وتناول الفول مع الطماطم والخضروات والبصل وزيت الزيتون يجعل منه وجبة متكاملة تمد الجسم بالعناصر الغذائية المفيدة له.

مواعيد زراعة الفول

يتم زراعة الفول المدمس من شهر أيلول حتى كانون الأول. ويحتاج الفول من 3 إلى 3.5 أشهر حتي ينضج ويتم حصاده.

أنواع الفول المدمس

الفول العادي: وهو الفول الذي يتم زراعته في مصر والسودان والمغرب العربي.
الفول المالطي: هو فول يتم زراعته في المشرق العربي في مصر أيضا وتونس، ويوجد في سوريا الفول الشامي والحلبي وفول تلكلخ، وفي الجزائر يوجد فول مخطط وسطيف ومخطط وادسمار.
الفول القبرصي: يزرع في سوريا ويوجد بصنفين البعلي والزوري.